بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ وسلِّم على الصادق المصدوق سيدنا محمد
السلام عليكم،
أما بعد، فإن الرّياء داءٌ يُميتُ القلوب، ويَجلبُ الخطوب،
فهو للعمل مُبيد، وعن القربِ من الله يُحيد..
ومن إبتُلِيَ به ضاع عمله كلّه، ومن وُقِيَ منهُ حاز على الثواب جلّه..
قال الملك الديّان عزّ وجلّ: (( فَوَيْلٌ للمَصَلّينَ # الذينَ همْ عنْ صلاتِهمْ ساهون # الذينَ هُم يُرآءون ))
وقال عزَّ مِنْ قائلٍ سبحانه: (( والّذينَ يَمْكُرونَ السَّيْئاتِ لَهُم عذابٌ شَديدٌ ومَكْر أُولئِكَ هوَ يَبور )) ... قال مجاهد –رضي الله عنه-: "هم أهل الرياء".
*****
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( يقول الله عزّ وجلّ: مَن عملَ لي عملاً أشرَكَ فيهِ غيري فهو لهُ كلّه، وأنا بريءٌ وأنا أغنى الأغنياء عن الشِرك ))
[رواه مسلم والإمام مالك وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]
رُأى النبي صلى الله عليه وسلم يبكي، فقيل له: "ما يبكيكَ يا رسول الله؟ "
فقال صلى الله عليه وسلم: (( إني تَخَوَّفتُ على أمتي الشِرك، أمَا إنّهم لا يعبدون صنماً ولا شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولكنهم يراؤون بأعمالهم ))
[رواه ابن ماجه والطبراني من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه]
*****
وعن أمير المؤمنين الفاروق عمر رضي الله عنه أنه رأى رجلاً يطأطئ –أي ينزل رأسه- رأسه في الصلاة، يظن أن ذلك هو تمامُ الخشوع في الصلاة،
فقال له الفاروق: "يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك! ليس الخشوع في الرقاب ولكن الخشوع في القلوب"
وعن أمير المؤمنين أبي السِبطيْنِ علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنهم قال: "للمرائي ثلاث علامات: يكسل –أي يكسل عن العبادة- إذا كان وحده،
وينشط إذا كان في الناس،
ويزيد في العمل إذا أُثنيَ عليه –أي مدحه الناس-،
وينقُصُ إذا ذّم"
وعن عكرمة رضي الله عنه: "إن الله يعطي العبد على نيته ما لا يعطيه على عمله، لأن النية لا رياء فيها"
وقال قتادة رضي الله عنه: "إذا راءى العبد يقول الله عزّ وجلّ: انظروا إلى عبدي يستهزئ بي"