الغار: تذكر الأسطورة اليونانية أن (دافن) كانت من أجمل نساء عصرها في اليونان القديمة،
حتى أن الأزهار النائمة كانت ترفع رءوسها وتفتح أكمامها عند رؤيتها،
إلا أن كيوبيد الذي اشتهر بسهامه، أراد تحدي أبولو، فرمى بسهامه الفضية (التي تملأ القلب بالكراهية) إلى دافن،
فكرهت الحب وخافت من المحبين،
ولكي يزيد كيوبيد من مرارة أبولو، رماه بسهم ذهبي (الذي يملأ القلب بالحب)
فدخل الحب قلبه وهام بالصبية دافن،
التي هرعت إلى والدها جوبيتير مستغيثة من هذا الحب الجارف وما كادت تنهي كلامها،
حتى تصلبت أعضاؤها وغارت قدماها في الأرض، وصار رأسها أغصان شجرة متفرعة وارفة،
وبينما كان أبولو يلاحقها، أراد أن يرتاح قليلا في ظل الشجرة، التي وصل إليها،
وما كاد يمد يده ليستند إليها حتى أحس بلحم يرتجف تحت قشرة الشجرة،
فعرف أن هذه الشجرة ليست إلا محبوبته، فضم الأغصان بين ذراعيه وأقسم أمامها بالقول
(بما أنك لن تكوني زوجتي الحبيبة، فكوني شجرتي المفضلة المحبوبة،
وسأصنع من أغصانك تاجا أزين به رأسي، وعندما يتقدم الفائزون إلى سدة النصر،
تكونين تاجا على رءوسهم، وكما أن الشباب الدائم من صفاتي،
فستكونين خضراء دائما ولن يذبل ورقك)
وصنع أبولو من ورقها تاجا، ولبسه إكراما لحبيبته، وذكرى دائمة لحبه، ولم تكن هذه
الشجرة إلا الغار، لذلك كانت شجرة الغار من أشرف الأشجار على الإطلاق،
وهي لاتزال ترمز إلى المجد والانتصار.
عصفور الجنة: تقول أسطورة إسبانية إنه في قديم الزمان وصل إلى إسبانيا شاب شهم
وكريم الأخلاق، أقام في مزرعة تدعى (الجنة)، هناك تعرف على خلاسية شابة أحبها وتزوجها،
إلا أنه في المزرعة المجاورة، كان يقيم شاب اسمه رودريغو أقسم على الانتقام من الشابة الخلاسية،
التي كانت رفضت عرضه للزواج، فلجأ إلى الحيلة للانتقام منها، فتقرب من زوج الفتاة،
حيث دس له السم ذات ليلة في الطعام الذي كان يتناوله، فمرض الزوج ومات
دون أن يعرف أحد السبب، وقد أصرت زوجته على دفنه في الحديقة،التي طالما اهتم بها قريبا من البيت،
وفي الليلة ذاتها التي دفن بها الزوج،
نبتت على حافة القبر زهرة تبدو كأنها عصفور،
لكن لونها كان رماديا،
ثم تحولت هذه الزهرة إلى طير طار إلى مزرعة رودريغو، وأخذ يدق على نافذته كل ليلة، فجن،
أما الزوجة المفجوعة،
فلم تتحمل فراق زوجها، فمرضت ثم ماتت،
وقد طلبت أن تدفن في القبر نفسه مع زوجها.
في الليلة ذاتها التي دفنت فيها الزوجة الوفية، تحولت الزهرة الرمادية إلى اللون البرتقالي،
حيث تفاجأ الجيران بهذه الزهرة التي تشبه العصفور،
ومنذ ذلك الحين عرفت زهرة (عصفور الجنة) بألوانها الرائعة.
النرجس: حسب الأسطورة اليونانية، فإن إحدى حوريات الغابة واسمها (الصدى)،
قد وقعت بحب نرسيس الذي منحته الآلهة جمالا فائقا، وللحفاظ على جماله وشبابه،
لم يكن مفترضا به أبدا أن يرى صورته معكوسة، لكنه كان مغرورا...
فلم يأبه إلى عواطف (الصدى) التي كانت من شدة حبها له قد تلاشت ولم يبق منها
إلا الصـوت، وشعرت الإلهة نمسيس بحال (الصدى) وقررت أن تثأرلها!
فقادت نرسيس إلى بحيرة مضيئة، وهناك رأى صورته فذبل واضمحل؛
لكن الآلهة اعتبرت أن نمسيس كانت قاسية في حكمها على نرسيس.
فقررت تحويله إلى زهرة، وهذه الزهرة ليست إلا النرجس